يا من يريد إجادة التحرير .......... ويروم حسن الخط والتصوير
إن كان عزمك فى الكتابة صادقا .......... فأرغب إلى مولاك فى التيسير
أعدد من الأقلام كل مثقف .......... صلب يصوغ صناعة التحبير
وإذا عمدت لبريه فتوخه .......... عند القياس بأوسط التقدير
أنظر إلى طرفيه فأجعل بريه .......... من جانب التدقيق والتحضير
وأجعل لجلفته قواما عادلا .......... يخلو عن التطويل والتقصير
والشق وسطه ليبقى بريه .......... من جانبيه مشاكل التقدير
حتى أتقنت ذلك كله .......... إتقان طب بالمواد خبير
فأصرف لرأى القط عزمك كله .......... فالقط فيه جملة التدبير
لا تطمعن فى أن أبوح بسره .......... إنى أضن بسره المستور
لكن جملة ما أقول بأنه .......... ما بين تحريف إلى تدوير
وألق دواتك بالدخان مدبرا .......... بالخل أو بالحصرم المعصور
وأضف إليه مغرة قد صولت .......... مع أصفر الزرنيخ والكافور
حتى إذا ما خمرت فأعمد إلى .......... الورق النقى الناعم المخبور
فأكبسه بعد القطع بالمعصار كى .......... ينأى عن التشعيث والتغيير
ثم أجعل التمثيل دأبك صابرا .......... ما أدرك المأمول مثل صبور
أبدأ به فى اللوح منتضيا له .......... عزما تجرده عن التشمير
لا تخجلن من الردىء تخطه .......... فى أول التمثيل والتسطير
فالأمر يصعب ثم يصبح هينا .......... ولرب سهل جاء بعد عسير
حتى إذا أدركت ما أملته .......... أضحيت رب مسرة وحبور
فأشكر إلهك وأتبع رضوانه .......... إن الإله يجيب كل شكور
وأرغب لكفك ان تخط بنانها .......... خيرا تخلفه بدار غرور
فجميع فعل المرء يلقاه غدا .......... عند إلتقاء كتابه المنشور